المساهمات : 204 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 41
موضوع: حافظ ابراهيم الأحد يناير 27, 2008 9:09 am
حافظ ابراهيم (1872-1932) ولد على سفينة راسية في النيل على شاطئ بلدة ديروط في أعالي صعيد مصر، وكان يسكن السفينة والده المهندس ابراهيم أفندي فهمي ووالدته هانم بنت أحمد البورصللي، والده مصري وأمه تركية الأصل تنتمي الى الأتراك المتوسطي الحال لا الى النخبة الارستقراطية في مصر، وقد غلبت حياة حافظ البائسة وعيشه وسط الناس على تركيته فماتت عصبية هذه إلاّ في حالات نادرة، لكنه إذ ينصر الترك يعتبر ذلك نصرة للإسلام. لم يعش والد حافظ ابراهيم طويلاً بعد ولادته، ولم يرزق ولداً غيره، وقد توفي الوالد في ديروط وحافظ في الرابعة من عمره، فانتقلت به والدته الى القاهرة، ونزلت عند أخيها، فتولى أمره، وقام بتربيته.
أدخله خاله مدرسة تسمى «المدرسة الخيرية» كانت مكتباً تُعلَّم فيه القراءة والكتابة وشيء من العربية وشيء من الحساب. ثم مدرسة ابتدائية يُعلَّم فيها ما يعلّم في المكتب على نمط أرقى. ثم تحول الى مدرسة المبتديان، فإلى المدرسة الخديوية، ولكن لم يطل مقامه فيها، فانتقل مع خاله محمد افندي نيازي الى طنطا، وكان خاله هذا مهندس تنظيم.
كان يربي نفسه بالمطالعات، ويحفظ جيد الشعر، ويسمر به مع أصدقائه، ويقلده فيما يقول من الشعر، لا عمل له ولا مدرسة إلا مدرسته التي أنشأها بنفسه لنفسه.
وكان أمامه احد سبيلين سلكهما قبله من كان على شاكلته ممن تعلموا بطريقة غير منظمة وهي أن يكون معلماً في مكتب أو شبهه. كما فعل قبله (عبدالله نديم) وكثير غيره، أو يكون محامياً، وكلاهما إذ ذاك كان مهنة حرة يدخلها من شاء بلا قيد ولا شرط.
لكن حافظ فشل في المحاماة بسبب حداثة سنه وطباعه العاطفية، فقصد القاهرة ودخل المدرسة الحربية ليحل مشكلة الحصول على رزق، وتخرج فيها في العام 1891، وعمل في الشرطة ونقل الى السودان في حملة اللورد كتشنر وهناك تبرم من عمله ولم يرض عنه رؤساؤه، واتهم مع آخرين من زملائه بتشجيع الثورة فحوكموا وأحيلوا على الاستيداع. وحين عاد الى مصر خالط الشيخ محمد عبده في مجلسه، ولم يستطع العمل في «الأهرام» على رغم وساطة أحمد شوقي.
تزوج عام 1906 لمدة أربعة أشهر ولم ينجب فأمضى حياته عازباً يعيش مع والدته، وبعد وفاتها عاش مع أرملة خاله التي لم ترزق بدورها أبناء وتوفيت قبل حافظ بسنوات قليلة.
عاش فقيراً يتدبر أمره من راتب تقاعدي ضئيل الى أن عيّن في دار الكتب فاطمأن الى رزقه، لكنه ابتعد عن السياسة في شعره خوف الطرد من منصبه واقتصر على المناسبات والانسانيات والوطنيات العامة.
كتب الشعر والنثر، وحظيت سرديته «ليالي سطيح» باهتمام النقاد وكذلك ترجمته المجتزأة والمتصرفة لرواية فيكتور هيغو «البؤساء».